النتائج العربية بالدورة الأولمبية في لندن 2012م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

لقد إنتهت مراسيم إنعقاد الدورة الأولمبية الرياضية الصيفية رقم ( 30 ) التي جرت في مدينة لندن وضواحيها في المملكة البريطانية المتحدة في الفترة من 27/7 ولغاية 12/8/2012م , وبشكل عام فقد قيّمت هذه الدورة الأولمبية تقييماً عالياً لما تحقق فيها من إعداد وتنظيم وتنفيذ عالي المستوى في الإفتتاح والإختتام وفي تنظيم وإدارة وتنفيذ جميع الألعاب التي بلغ عددها (36 لعبة رياضية مختلفة ) ولم تحدث فيها أية تأخيرات أو إحتجاجات أو إنسحابات أو تظلمات تذكر ضد القوانين والإجراآت من المنظميم أو الحكام أو الجمهور ...إلخ .
شاركت وكما هو الحال في الدورات الأولمبية السابقة أغلب الدول العربية بوفود رياضية صغيرة زاد فيها عدد الإدارين والمرافقين عن عدد الرياضيين , أي تألفت بعض الوفود من ( 25 – 30 فرداً ومنهم 6 – 8 رياضيين فقط ) وهذه كانت ولا زالت السمة الي تتميز بها الوفود العربية على بقية الوفود المشاركة بالدورات الأولمبية , أي أنهم كما يبدوا ذاهبين للسياحة والإستجمام على حساب المشاركة للمنافسة وتحقيق الإنجازات والميداليات لكي تدخل أسماء دولهم في قائمة الترتيب النهائية وتسجل حضوراً بين دول العالم المشاركة بالدورة والتي بلغ عددها 210دولة من دول العالم , والتي نعرف أسمائها والتي لم نسمع بها سابقاً .
لقد شاركت جميع الدول العربية في هذه الدورة الأولمبية وحصلت على ( 12 ميدالية أولمبية مختلفة ) وهي أفضل نتيجة مقارنة بالدورات الأولمبية السابقة أي : ( دورة أثينا 2004 = 5 ميدالية / دورة بكين 2008 = 7 ميدالية / دورة لندن 2012 = 12 ميدالية ) , أي تحقق تحسن ملحوظ في حصول الرياضيين العرب على ميداليات أولمبية أكثر , هذا علماً بأن هذا ليس بمستوى الطموح الذي يجب أن يتحقق من الدول العربية التي يبلغ تعداد نفوسها أكثر من مليار نسمة الآن , وعدد وفودها بالدورة الأولمبية 22 وفداً !




يبين لنا جدول الميداليات المتحققة من قبل الرياضيين العرب في الدورة الأولمبية في لندن أعلاه , بأن حصيلة جميع الدول العربية المشاركة بالدورة كانت 12 ميدالية أولمبية منوعة منها ( 2 ذهبية + 3 فضية + 7 برونزية = 12 ميدالية ) ! حيث جاء ترتيب الدول العربية في قائمة نتائج الدورة وفقاً لعدد الميداليات الأولمبية التي حصلت عليها وكما مبينة بالجدول , إذ جاءت تونس بالترتيب 45 عالمياً , والجزائر بالترتيب 50 عالمياً من بين 210 دولة شاركت بهذه الدورة الأولمبية . أما بالنسبة للألعاب فقد كانت حصيلة ألعاب المضمار والميدان منها ( 5 ميداليات , ونسبتها = 42% ) , والسباحة ( 2 ميدالية ونسبتها = 17% ) , والرماية ( 2 ميدالية ونسبتها = 17% ) , وللمصارعة والمبارزة والفروسية ( 3 ميدالية ونسبتة كل منها = 8% فقط ) , ولم تحصل جميع الألعاب الرياضية الفردية والفرقية الأخرى التي شاركت بها الوفود العربية بهذه الدورة الأولمبية على أية ميدالية إضافية أو أية نتيجة متقدمة تذكر .
الخلاصة والإستنتاج النهائي لهذه الدراسة هي أن معظم اللجان الأولمبية والإتحادات الرياضية العربية وغير العربية وجميع الوفود الرياضية التي تشارك في مثل هذه الدورات الأولمبية العالمية كل أربع سنوات , تصرح بأهمية الإهتمام بالألعاب الفردية أكثر من الألعاب الجماعية أو الفرقية لأجل تحقيق نتائج أولمبية وإحراز ميداليات مضمونة أكثر وذلك عندما تعود إلى أوطانها كتبرير رئيس للإخفاقات المسجلة من الوفود المشاركة , ولكن سرعان ما تنسى تصريحاتهم وتعود نفس إهتماماتهم ثانية بالألعاب الفرقية أو الجماعية وتبقى الإنجازات الفردية للرياضيين العرب خاضعة للجهود والإمكانات والطاقات الفردية . ومن نتائج هذه الدورة الأولمبية وكما مبين في جدول الميداليات أعلاه , علينا أن نستفيد من هذه النتائج ونخطط عملنا الأولمبي الرياضي البعيد المدى على أولويات التركيز والإهتمام أكثر بالألعاب والفعاليات والأنشطة الرياضية التي تزداد فرص تحقيق الميداليات الأولمبية والعالمية فيها أكثر وفي مقدمتها ( ألعاب المضمار والميدان ) حيث سجلت نسبة 42%من مجموع الميداليات المتحققة للرياضيين العرب بالدورة الأولمبية وجميع الدورات الأولمبية السابقة أيضاً ! ثم تليها من حيث التركيز والإهتمام السباحة 17% , الرماية 17% , ثم المصارعة والمبارزة والفروسية 8% , هذا علماً بأن الرياضيين العرب إستطاعوا تحقيق ميداليات أولمبية في ألعاب فردية أخرى كالملاكمة ورفع الأثقال والتايكواندوا والجودو والتجذيف وجميعها ألعاب رياضية فردية , أما بالنسبة للألعاب الرياضية الفرقية والجماعية , فلم تسجل الأقطار العربية أية ميدالية أولمبية فيها ولحد الآن ؟